سلوان


يا طفلتي يا أجمل شيء وهبنيه الله سبحانه


أحتاج أن أحدثك كثيرا طويلا وألعب معك وأحتضنك وأقبلك ولا أشبع من هذا كله العمرَ يا صغيرتي وأخشى أن يدركني الأجل ولم أخصك بحديث وذكرى ترسم البسمة على محياك فعزمت أن أكتب لك حديثا لا تنتظرينه بل يأتيك كلما طلبتِه.


علمت قبل أن تولدي أنك ستحتلين قلبي وكنت أخاف من هذا, أخاف أن يسيطر علي أحد, لكن ارتفعت دعوة من قلب صادق من أحب الناس إلي أن يرزقني صبية فاستجيبت وها أنت مصداق دعاء مستجاب.


منذ أول يوم أشرقت فيه على سمائي وأنا أختال وأتباهى أني أبوك وأدركتِ ذلك بقلبك الصغير فاستغللت ذلك تماما وإنك كنت لتخدعينني فأنخدع لك وسأقص عليك كيف كنت تفعلين ذلك.


كنتِ إذا رأيتِني علا صوتك بالبكاء الكذب لأحملك لأنك كنتِ تعلمين أني لا أحتمل أن أراك باكية بل كنت إذا أردتني أن أحضر عندك بكيتِ فوجدتِها لعبة تلعبينها فإذا لم يعجبك شيء لويتِ فمك كأنك ستبكين فلا أستطيع إلا أن أرضيك مهما كان مطلبك, فإذا علمتِ أني غير موجود انقطع بكاؤك لأنك تعلمين أنه لن يستجيب لك أحد.


ذات مرة قبل أن تعرفي الجلوس كنتِ مستلقية عند خالتي وما تدرين أني كنت منك قريبا فلما نهضت لأخرج ورأيتِني بكيتِ كذبا لأحملك فصرختُ :” ما أتحمل ما أتحمل ” وحملتك حتى رضيتْ نفسك.


كنتِ تعدين مروري في البيت من عندك وعدم حملك سببا كافيا للبكاء لأنك تعلمين أني لا أستطيع تركك تبكين ولأنك تعلمين أن دمعة تنحدر من عينك تشعل نارا في قلبي.


وذات مرة سقطت لهايتك من فمك وأنت في حجري فأعدتُها إلى فمك فأعجبك هذا وصرتِ تسقطينها مرة تلو المرة وأنا أعيدها كلما سقطت لأنك كنت تضحكين بسرور عندما أعيدها.


وذات مرة أمرتِني أن أخلع نعليك في الصحراء فخلعتها لك ثم أمرتِ أن ألبسك إياها ففعلت فعدتِ لطلب خلعها ففعلتُ وعمتك ترقب متعجبة أهذا محمد؟!


وكل مرة أشاغبك بأن أُجلس طفلا في حجري فتثور ثائرتك وتدحرين المحتل عن وطنك ويعجبني منك هذا فأعيد وتعيدين حتى أخويك تنفينهما عن وطن كان لهما قبلك.


وحين أتيت لآخذك معي وأخويك فخرجا وكنتِ تصرخين رافضة الخروج لا تعلمين بمجيئي فلما أسمعتك قولي : ” خلوا بنتي ” أقبلتِ مسرعة وأقبلت إليك حتى كدتِ تسقطين من الدرج لولا أن أدركتك قبله.


كما رقصتِ طربا حين أتى بك إلي أخوك يحملك ووجهك إلى ظهره لا تعلمين بي فأسمعتك قولي الآنف فرقصت لي طربا حتى كاد أخوك أن يسقطك.


وإن كنتِ معي لا تتركينني فأينما ذهبت لحقتِ بي وإني وإن كنت رجلا إني لأحس أني أم إذا كنتُ معك تطلبين الحلوى وأعلم أنك أكثرت منها فآبى عليك فتصرين فلا أستطيع منعك وأحتال لأخفيها بعد ذلك وما كنت هكذا مع أخويك.


وما كنت معطيا أحدا هاتفي أو نظارتي وإنك لتأخذينهما مني وتطبعين بصماتك على زجاجهما وما أستطيع أن أحول بينك وبينهما وما يؤذيني ذلك بل لا يؤذيني شيء إلا أن تريدي حاجة فلا تنالينها.


وهناك أمر لا أستطيع قوله إلا لك وحدك أو سلي عنه عندما قبلتك بعد انتهائك من الرضاعة فإن هنا معنا من يقرأ ولا يدرك كم أحبك يا طفلتي الصغيرة.


وإني وضعت ثوبك عند رأسي حين أنام وصورك في هاتفي وحاسوبي وأتحدث لك وعنك وأهذي باسمك وأغني لك أغنيتك التي كنت أغنيها لك.


يا طفلتي كوني بخير واستمتعي بحياتك وخذي من عمري فداء لعمرك لا أراني الله فيك سوءا.


تبا لي ولأمك

Be the first to comment

Leave a Reply