في السماء


٥:٥٥ م
أقلعت الطائرة تحملها مشاعري المحلقة
إن قلبي مثل الطين الذي جف وتشقق
مليء بالجروح من كل ناحية يابس يتفتت يتكسر
وفجأة همى غيثك عليه فالتأمت الجروح
وزالت الندوب وعاد غضا طريا
ماذا تفعلين بي وكيف دللت الطريق إلي
وكيف تسللت بين حصوني وجدراني
وكأن روحي صحراء تثير أنفاسي غبارها مع كل تنهيد وتأوه
سلبتني نار الغدر والخذلان نضارتي وخضرتي
وأعقبتني صفرة وهشيما
لتأتي غيومك من بعيد
وتبدأ عزف أنشودة المطر
رويدا رويدا فتظهر براعم أشجاري واعدة
وتجري الجداول بين رمالي تكتب شعرا
على أرضي وتتبختر
وتزهو غدراني بالماء عندما ينثر
وتبدأ كائناتي عزف سيمفونية
ترقص لها الأشجار طربا وتتمايل
وكل حبات الرمل حول الأوركسترا تتجمهر
ولا شيء منها يتطاير
وتضاء الأنوار الليلة بمصابيح السماء
والقمر دائرة الضوء حولي
وكل شيء حولي يسحر
كل هذا حدث ببضع قطرات من سحابك المبارك
ثم تضيع الحروف وتتبعثر
وتتصدع الكلمات حيث لا تقدر
لجلال المعاني على حال تستقر
حين يكون الصمت أجمل بيانا
ويحرم على الكلمات أن تدخل الحرم
حرم الكلمات المحرم
حين يكون الصمت لغة فصحى وإعرابا يبهر
في مسرح ستاره لا يُسدل
وجمهوره لا يفتر
وبطله لا يُقهر
لأن الجمع من غيثك ارتوى
إكسير الحياة وبلسم الخلود
أهذا ما كنت به أشعر ؟
لا بل أعظم
لكن اللغة تعجز عن إيصال المعاني
إلا بأقل الكلمات حتى لا تتكسر
في السماء مغرب الأربعاء

Be the first to comment

Leave a Reply