إذا كان القرآن ليس للتداوي من الأمراض – كما أزعم – فما معنى أن يكون شفاء؟
الشفاء في القرآن له معنيان بتتبع الآيات والسياقات
شفاء من الأمراض العضوية
وشفاء من علل قلبية منها ( الشك والحيرة والغيظ والكفر ) تعرف في القرآن بذات الصدور ( والله عليم بذات الصدور )
عندما يوصف القرآن بأنه شفاء فإنه شفاء فقط للمؤمنين لكنه على الكافرين عمى ووقر ويزيدهم خسارا كما في الآيات

سياق الآيات السابقة يتحدث عن الصلاة والقرآن والحق والباطل والضلال والهداية ولا علاقة له بأمراض البدن العضوية فالشفاء هنا ليس من هذه الأمراض
الآية الثانية

وسياقها يتحدث عن الحق والباطل والشك والتكذيب وتلحظ من المقابلة أن الشفاء والهدى مقابل الوقر والعمى فهل في الكفار عمى حقيقي وصمم حقيقي إذا سمعوا القرآن؟!
القرآن يشفي المؤمنين فقط من الشك والحيرة ويعطيهم الأجوبة
أما الكافر فليس له ذلك
الآية الثالثة

الخطاب للناس جميعا هذا القرآن يشفي الصدور من الشك والحيرة فمن يؤمن به يكن له هدى ورحمة
هذه في سورة يونس وعلينا قراءتها من البداية فهي تتكلم عن الحق والباطل وعبادة الله ونحو ذلك فمن السياق العام نعلم ماذا يشفي القرآنُ في الآية
الآية الرابعة


بعدها قال ويذهب غيظ قلوبهم والسياق عن قتال قوم نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول واعتدوا أولا فماذا كان في صدور المؤمنين ليشفيه القتال والنصر غير الغيظ والحنق من فعائلهم؟!
هذا يبين ما يراد من الشفاء بالقرآن
لكن انظروا للآية التالية

من المعلوم أن الله يخلق الدواء فيشفى به المؤمن والكافر ولذلك عندما تحدث عن العسل قال شفاء للناس وليس للمؤمنين فقط
وهذا جارٍ على سنن الله فمن يتناول الدواء ينل الشفاء وهو في الآية من الأمراض العضوية قطعا فالعسل لا يذهب الشك والكفر والغضب ونحوها وقال شفاء للناس وليس للصدور وهذا فرق واضح فالأمراض تغزو كل الجسد أما ما يشفيه القرآن فهو في القلوب التي في الصدور والله أعلم
والله أعلم
Leave a Reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.