المسألة ليست سهلة بل هي معقدة ولكن يمكن توضيح غوامض كثيرة ولكل حالة بعد ذلك قول يخصها.
للحب ٣ أطوار مرتبطة ارتباطا كيمائيا بالجسد وأنا سأتحدث عن الحب الحقيقي لأن بعض الناس يمثل الحب وهو يستهدف شيئا آخر كالجنس والمال والجاه وغير ذلك فهؤلاء غير معدودين ضمن العشاق.
الطور الأول : الانجذاب
وأعتقد أن الجميع وقع فيه بلا استثناء
وهو الشرارة الأولى قد يكون عامل الجذب جمالا أو شيئا يثير اهتمام العاشق لدى المعشوق وفي هذه المرحلة لا يستطيع العاشق الصبر بل يتلهف للقاء ويحاول بكل السبل للوصول وهو صادق تماما هنا لكنه في الطور الأول وفي هذه المرحلة لا يمكن الاعتداد بأي شيء يقوله للمستقبل وعلى الطرف الآخر منحه بعض الوقت لينتقل للطور التالي وهو الطور الأهم في أطوار الحب وسر هذا الانجذاب هو في هرمون يدعى الدوبامين مسؤول عن الشعور بالفرح والسعادة ولمعرفة تأثيره جرب أن تأكل طعاما تحبه وأنت جائع وانظر بماذا تشعر.
هذا الشعور يحدث للعاشق في هذا الطور لأن هذا الهرمون يتدفق بغزارة كلما حصل اتصال بالمحبوب بأي وسيلة
كذلك هرمون الأدرينالين الذي يحفز الإنسان في المواقف المثيرة على بذل أقصى طاقته للحصول على مراده سواء بالهروب من خطر أو الحصول على غاية صعبة كهدف التعادل في اللحظات الأخيرة أو التواصل مع المحبوب
هناك حالان بعد هذا الطور
إما الانتقال للطور الثاني أو التوقف عن الحب هكذا بلا شيء لأن عامل الجذب لم يعد يؤثر كالسابق إما لعدم وجوده أساسا أو لكونه مختلفا عن المتوقع.
الطور الثاني: الاكتشاف
وهذا طور القرارات المصيرية إذ تعود معدلات الهرمونين السابقين طبيعية ويبدأ العاشق باكتشاف عيوب المحبوب وميزاته الحقيقية ويعطي المحبوب حكما دقيقا بالنسبة له وهنا تتغير معدلات هرمون الأوكسيتوسين بين الزيادة والنقص لكن العاشق حينها مدرك تمام الإدراك ما قراره التالي.
فإما أن يتخذ قرار الإنهاء لأنه وجد عيوبا لا يمكنه القبول بها وتختلف هذه العيوب فقد تكون مكروهة له شخصيا أو مرفوضة اجتماعيا أو شرعا أو نحو ذلك أو تكون مقبولة له أو يمكنه الصبر عليها فينتقل للطور التالي.
الطور الثالث : القبول
وهو الطور الذي يتمناه الجميع وهنا العاشق على علم بما في المحبوب من ميزات وعيوب وقبل بها وبالتعايش معها أي قبل محبوبه كما خلقه الله وهنا لا يمكن للحب أن يتوقف أو يغيره شيء أو يموت سواء كما قيل بزواج ولا بغيره لأن العاشق هنا لو حُرم من حبيبه سيمرض وقد يموت لأنه وجد الشخص الذي يريده ولا يرى غيره فإن لم يتمكن من الاجتماع معه ففي الغالب ستفسد حياته كما حدث مع قيس ليلى وفي الغالب في هذا الطور الحب متبادل بين الطرفين وإذا اجتمعا فلا شيء سيفسد الود بينهما وهنا تجدون أنين العشاق وبكاءهم وقصائدهم وأغانيهم وكذبهم بادعاء النسيان أو الصبر ولكن لأدنى ذكرى ينهارون
تعمل هرمونات الدوبامين للسعادة والأوكسيتوسين للراحة النفسية واللذة والهرمون الأهم في هذا الطور هرمون الإخلاص الفاسوبريسين الذي يجعل العاشق محصورا على حبيبه فقط فكل الحب له وحده فقط وقد يكون الجنس أيضا محصورا عليه فقط إذ لا شيء أروع منه مع المحبوب في هذا الطور بل كل الحياة رائعة في هذا الطور إن كانا معا
والأجمل في هذا الطور أن ذنوب المحبوب مغفورة مهما بلغ سوؤها
لأن المحبوب غير قابل للاستبدال فهو النموذج المثالي في نظر العاشق وكل شيء دونه
هذا كلام عام ثم لكل حالة حديث يخصها
0 visitors online now 0 guests, 0 members Max visitors today: 0 at 02:49 am This month: 3 at 12-03-2025 08:46 pm This year: 6 at 02-17-2025 01:35 pm All time: 32 at 03-29-2020 02:46 am
Leave a Reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.