حملت الريح بذرة فألقتها على قارعة الطريق وما إن أمطرت السماء حتى دبت فيها الحياة فوجدت نفسها مخلوقة في درب المشاة فقالت في نفسها لعلي أكون شجرة يستظل بها عابر ويأكل من ثمري ويسمع تغريد عصافيري وبينما هي تحلم بتلك الطموحات وتحاول تحقيقها فاستقامت على عودها فما راعها إلا قدم تدهسها فكسرت عودها. تحاملت الشجيرة على نفسها وتحملت الألم وعودها المنكسر وعادت لتستقيم وتحقق أحلامها وما إن تعافت من الدهسة الأولى حتى جاءتها الدهسة الثانية وأعادتها للصفر من جديد وظلت هكذا ما بين دهس وتعافٍ حتى أتى طالب للأجر فاقتلعها بساقها المشوه وأماطها عن الطريق محتسبا الأجر بإزالة الأذى عن سبيل المسلمين. فكانت في آخر رمق تبكي قبل أن تيبس وتقول: ليتني لم أُخلق، فلا أنا عشت عيشة كريمة ولا مت ميتة كريمة. ولم يبق منها سوى جذعها اليابس المتشوه من كثرة الدهس وحتى هو لم يسلم فقد أحرقه مستدفئ من برد الشتاء فكأنها لم تكن
0 visitors online now 0 guests, 0 members Max visitors today: 0 at 12:39 am This month: 1 at 06-03-2025 07:14 pm This year: 6 at 02-17-2025 01:35 pm All time: 32 at 03-29-2020 02:46 am
Leave a Reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.