سأحاول هنا أن أكتب مقالا مما جمعته من معلومات وتجارب قد تفيد أو تلقي بعض الضوء للمتخصصين وتنبه العائلات إلى السلوك الانتحاري الذي قد يدخل إلى مرحلة الشروع في التنفيذ وهم لا يعلمون وهذا ليس مقالا علميا بل محاولة سرد لما تعلمته من قراءتي ومن عدة تجارب عانت من مرض الاكتئاب النفسي منها تجربتي الشخصية.
الاكتئاب هو السبب الأول والأكبر في ظاهرة الانتحار.
الاكتئاب هو المرض الأول في الإعاقة عن الحياة حسب منظمة الصحة العالمية.
موقع المنظمة بالعربية: http://www.who.int/ar/
خطورة هذا المرض الغامض لا يكاد يدركها إلا متخصص أو مجرب لأنه مرض خفي ليس له أثر تدركه الحواس مثل الجلطات والنوبات القلبية والسرطان والسكري والضغط لذلك فإن الاكتئاب قاتل خفي يعبث بجسم المصاب دون أن يشعر به أحد وإذا اشتكى تتوالى عليه نصائح ضررها أكبر من نفعها خاصة تلك التي تتعلق بالتدين والعبادة أو بالوساوس والأوهام.
الاكتئاب يجعل حياة المصاب جحيما لا يطاق ففي الوقت الذي يكون في أمس الحاجة إلى الدعم والمساندة والمساعدة إلا أنه لا يحصل عليها بل يتلقى ما يزيد حالته سوءا ولو بنية تقديم المساعدة وبالمناسبة فإن المساعدة الوحيدة النافعة هي الدعم والحب غير المشروطين والعلاج والطبيب فقط وما عدا ذلك لا نفع له بلا هذه المساعدة مهما يكن.
علاقة الاكتئاب بالانتحار وطيدة فالمكتئب تزداد نسبة إقدامه على الانتحار حسب متغيرات مختلفة لذلك فإن فهم السلوك الانتحاري يعطي معرفة بإشارات مبكرة قبل استفحال المرض وتنفيذ محاولة انتحار كاملة.
الإنسان الطبيعي يحب الحياة ولا يقدم على الانتحار ولا يتفوه به لذلك فتغير هذه الطبيعة مؤشر لبداية السلوك الانتحاري ويمكننا بالاعتماد على مقياس كولومبيا لتصنيف درجة الانتحار أن نعطي تدرجا للسلوك الانتحاري:
1- الرغبة في الموت
2- التفكير في الانتحار والتخطيط له
3- الشروع في محاولة انتحار
1- أرى أن الرغبة في الموت هي بداية سلوك انتحاري ومظاهره تكمن في التصريح بالرغبة في الموت نحو ” يا رب أموت وأرتاح ” – ” الله يأخذني ” – ” متى اموت وأفتك ” ومثل ذلك.
هذه التصريحات هي رسائل مبكرة لوجود خلل ما سواء كان نفسيا أو اجتماعيا أو ماديا وغير ذلك من الضغوط حتى لو كانت رسائل لجذب الاهتمام فالبيئة التي تخلق هذه الخطط هي بيئة خصبة للاكتئاب والانتحار.
2- التفكير في الانتحار والتخطيط له لا يحدث إلا في ظل أزمة نفسية شديدة الخطورة والاكتئاب على رأس هذه الأسباب والتفكير في الانتحار والتخطيط له سمة ملازمة لجميع المكتئبين بلا استثناء لأن هذا المرض مضاد للحياة مفسد لها لذلك فإن التصريح بالإصابة بالاكتئاب مع التصريح بالرغبة في الموت أو التصريح بالانتحار هو إنذار يوازي الإنذار بهجوم إرهابي وشيك أو التهديد بسلاح نووي وقد تكون القشة التي يحاول أن يتعلق بها المكتئب.
3- الشروع في محاولة انتحار ولا أقصد به تنفيذ المحاولة سواء تمت أم فشلت بل أعني الشروع في فعل ما قد يؤدي في النهاية لتنفيذ المحاولة ومن أمثلة ذلك أشياء قد لا نظنها سلوكا انتحاريا مرتفع الخطورة نحو:
-
الامتناع عن الأكل والشرب
-
إن كان المصاب يريد القفز من مكان عال فمجرد الذهاب إلى هذا المكان شروع في التنفيذ حتى لو لم يقفز
-
إعداد سلاح ما أو دواء أو سم ما أو حبل حتى لو لم يستخدمه
-
قيادة السيارة بسرعة عالية أو في مناطق خطرة.
-
-
كتابة وصية وتسديد الديون ونحو ذلك.
-
وغير ذلك مما يعد محاولات غير مكتملة وهو الدرجة الأعلى من السلوك الانتحاري والإصابة بالاكتئاب في نفس الوقت.
حتى لا نتفاجأ يوما ما وحتى لا يفوت الأوان علينا أن نلاحظ عائلاتنا وأحبتنا ملاحظة دقيقة وأن نأخذ كل العلامات المبكرة على محمل الجد قبل أن يحدث مكروه لا سمح الله.
مقياس كولومبيا لتصنيف درجة الانتحار
https://en.wikipedia.org/wiki/Columbia_Suicide_Severity_Rating_Scale
-
يطرح سؤالان في البداية
1- هل لديك رغبة في الموت؟
2- هل فكرت في الانتحار؟
-
الإجابة بنعم تعني طرح 4 أسئلة أخرى والإجابة (لا) تطرح السؤال السادس الأخير فقط:
Leave a Reply
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.