ما أفضل طريقة للانتحار؟

عندما أذهب إلى نصف السرير الذي يخصني في غرفة النوم يكون الاكتئاب قد اضطجع على النصف الآخر ليفسد ما تبقى من الوقت وهو إنما يحمي وجوده فهو كالكائن الحي يدافع عن نفسه ويدافع عن منطقته التي هي أنا ليحقق هدفه الأوحد وهو القضاء علي.

أفكار الانتحار والموت هي أمر معتاد لدى المصاب باكتئاب حاد ولا يخلو يوم من التفكير في طريقة ما أو حتى مجرد تمني الموت والانتهاء من هذه المكابدة اليومية ففضلا على ما يثقل كاهل المكتئب بسبب المرض فإن أعباء الحياة العادية حمل إضافي لا يطيقه المكتئب فهو مطالب بما يطالب به الإنسان السليم مع أنه غير قادر فيكافح للوصول إلى أدنى درجة إضافة إلى تصنع السلامة النفسية بسبب المجتمع الجاهل الذي يزيد من معاناة المكتئب إما بنصائح خطأ أو بعدم فهم لطريقة التعامل مع مكتئب أو بعدم تقديم العون المناسب.

كل ذلك يجعل فكرة إنهاء الحياة فكرة مريحة ومحببة وتصنف درجة الاكتئاب الحاد بمظهرين أساسيين هما التفكير في الانتحار والإقدام على فعله ثم الدرجة التالية وهي التفكير دون الإقدام, ولا يعني الإقدام على الانتحار أنه لا بد من محاولة ناجحة 100% بل يكفي الشروع في أفعال مقدمة دون محاولة الانتحار كإعداد سلاح أو الذهاب لجسر أو مبنى عال أو التعرض للخطر عمدا.

بعد الإكتئاب كانت أفعالي منتظمة في مسارين الأول التخلص من كل شيء يسبب لي نوبات الاكتئاب والثاني البحث عما يزيل هذا الاكتئاب وفي كلا المسارين فشلت فشلا ذريعا فكانت العاقبة على الصعيدين مزيدا من النوبات مع مرارة الفشل فكان مما يصدني عن الانتحار هذا المآل فماذا لو كان فعلا غبيا آخر وكذلك أمر آخر هو أن ما بعد الموت مجهول ولا أستطيع الإقدام بطبعي على مجهول فماذا لو كان ما بعد الموت معاناة أشد وأنه كان مجرد انتقال من طبيعة مادية
إلى طبيعة مادية أخرى.

لذلك أقبع في دائرة الخوف من أي فعل خشية أن يتسبب لي بالمزيد من الأذى وكل ما أريده في الحياة اليوم هو أن لا يحدث أمر سيء لي وأن لا يتحمل أطفالي عاقبة أمر ما بسبب أني أبوهم وهذا كاف لي حاليا لأستطيع التنفس على الرغم من ثقل وطأة الاكتئاب.

Be the first to comment

Leave a Reply